الإسلام ونشر الحرية
حين جاء الإسلام كان الرقيق شيئًا محتقرًا مبتذلًا، لا قيمة له ولا حقوق، بل هو مهدر الكرامة إهدارًا تامًا، فلا بأس بأن يكبَّل بالقيود أثناء خدمته حتى لا يهرب، ولا بأس من موته وقتله إذا كان سيؤدي إلى التسلية والمتعة كما في المصارعات الرومانية الشهيرة في الكولوسيوم والتي يتصارع فيها الأرقاء حتى الموت إشباعًا لغرور الأسياد ومتعتهم.
فجاء الإسلام قبل ألف وأربعمائة عام هداية للعالمين، فغير كل تلك المفاهيم وقلبها رأسًا على عقب، بدءًا بمعاملتهم بأرقى أنواع المعاملة وانتهاءً بالمشاريع المتنوعة الداعية لتحرير أولئك الأرقاء.
ومن ذلك أنه جعل الإساءة العملية وإهانة الرقيق باليد جريمة توجب في الإسلام إعتاقه.. قال ﷺ: “من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه” (مسلم 1657).
حينما نعلم أن وثيقة لنكولن الشهيرة لتحرير العبيد في أمريكا إنما وقعت عام 1863م وتلتها إجراءات وحروب أفضت إلى تحرير العبيد من الناحية الظاهرية وبقيت العنصرية وآثارها المقيتة بعدها أكثر من مائة سنة، وأن نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا (الأبارتهايد) لم يلغ إلا مابين (1990-1993م)؛ فإن الإسلام قبل أربعة عشر قرنًا جاء بخطة محكمة لإزالة الرق وتحرير العبيد تعتمد على تضييق المداخل وتوسيع المخارج!
فلم تأت في القرآن على سبيل المثال آية واحدة تأمر بالرق، وجاءت عشرات الآيات في الإعتاق وتحرير الرقاب.
ولم تأت شريعة واحدة بهذا الكم الهائل من مشــاريع الحــــرية للنــاس.. فتكاد تكون كل الكفارات (وهي العقوبات والإجراءات التأديبية مثل من حلف على أن يفعل شيئًا ثم غير رأيه) تبتدئ بتحرير رقبة إن كان مالكًا لها وإلا فإن عليه أن يبحث عنها ويشتريها ليعتقها بعد ذلك إن كان لديه قدرة مالية..
ثم أكد على فضل الإعتاق للأرقاء أيًا كان دينهم ولو بدون سبب وجعل ذلك من أفضل الأعمال عند الله: “من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوًا من أعضائه من النار” (مسلم 1509).
وألزم المالك بالموافقة على طلب الرقيق إذا أراد أن يشتري نفسه بأن يعمل ويجمع المال ليشتري نفسه.
إلى غير ذلك من الأحكام المتوافرة الدافعة للأمة إلى مشروع تحرير جميع الأرقاء وتغيير مستوى معيشتهم.
فكان مؤذن رسول الله (وهي من أهم الوظائف الدينية) أحد أولئك الأرقاء السابقين..
وفي الوقت الذي ما زال العالم يصفق فيه منبهرًا لوجود رئيس من لون أو بشرة معينة، فإنه في القرن السابع الميلادي في مكة قلعة المسلمين ومهد الإسلام صار أميرًا لها رجل يقال له ابن أبزى، وكان أحد أولئك المحررين..
حينما نتذكر أن أول طالبة سوداء قبلت في مدارس البيض الأمريكية عام 1957م وسط استنكار واستهجان البيض، فعلينا أن لا ننسى أنه قبل 14 قرنًا كان أكبر عالم في مكة يرجع الناس جميعًا لرأيه في أمور الحج هو عطاء بن أبي رباح، وهو رجل أفريقي كان قد أُعتِق أبوه في أول الإسلام، قبل أن يعرف العالم أشباه ذلك في السنين القريبة الماضية من تاريخنا المعاصر.
قال رسول الله ﷺ: (إن إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم) (البخاري 2407).
الإسلام
600
خطة محكمة لتحرير العبيد وإكرامهم وتعليمهم وتذليل العقبات أمامهم
الولايات المتحدة
1863
وثيقة لنكولن الشهيرة لتحرير العبيد
جنوب إفريقيا
1990
إلغاء نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد)
Double sided A4 color copy paper.
Paper Size: 80-100g
Reviews
There are no reviews yet.