الحجاب أكثر من لبــــاس
كان تنظيم وضبط العلاقة بين الرجل والمرأة في الحدود والقوانين والعادات والسلوكيات المنظمة لها، مما تعددت فيه اجتهادات واختيارات البشرية عبر تاريخها بما يصعب حصره أو تتبعه، لكن كتب التاريخ والأنثروبولوجيا تحدثنا عن أقوام لا يرون بأساً بالعري التام والفوضى الجنسية العارمة للجنسين، إلى قوم يقيدون المرأة بالحديد خوفاً عليها، إلى آخرين يغطون الرجال دون النساء، أو يهتمون بتغطية أجزاء دون أخرى، وغير ذلك مما يصعب حصره..
وأغلب تلك الشعوب – لا سيما من نالت قدراً من الحضارة – كانت ترى أن هذا الأمر بحاجة إلى نظام وقانون يحكمه، حتى لا تتحول الحياة إلى غابة أو حظيرة، تزول فيها كل الفوارق بين الإنسان والحيوان.
علاقة الرجل والمرأة في الإسلام
علاقة الرجل بالمرأة في الإسلام ليست اجتهاداً بشرياً محدوداً بعوامل التاريخ والجغرافيا، ولكنه نظام متكامل صالح لكل زمان ومكان، أنزله الله في القرآن الكريم وعلمه الرسول الكريم محمد – عليه السلام – للناس.
وهذه العلاقة تختلف طبيعتها وحدودها بحسب موقع المرأة من الرجل، عبر منظومة متكاملة من التشريعات والأخلاقيات التي تكرم المرأة وتقوم على مبدأ الوقاية خير من العلاج مع تأكيد وأولية ظاهرة في نصوص القرآن وأقوال الرسول الكريم لحماية المرأة من الاعتداء والامتهان والاستضعاف بالقدر الذي يبقي للمجتمع مرونته وحيويته ولا يقيد نجاح المرأة والرجل على حد سواء.
العلاقات في العمل والدراسة
إذا لم يكن الرجل زوجاً للمرأة أو فرداً من أقاربها المقربين كالأب والابن والأخ والعم والخال وابن الأخ أو الأخت، فهو رجل يضع الإسلام تشريعات وأخلاقيات خاصة للتعامل معه ومنها:
١- غض البصر
أمر الله الجنسين جميعاً بغض البصر بمعنى عدم النظر فيما يهيج الغرائز لأنه طريق للعفاف والسلامة من التجاوز والاعتداء، كما أن إطلاق البصر بلا حدود طريق الجرائم والتحرشات، فقال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (النور: 30).
٢- النهي عن الخلوة
فقد نهى الإسلام عن بقاء الرجل والمرأة لوحدهما في مكان لا يراهما فيه أحد لأن ذلك طريق الغواية كما يقول الإسلام، وقد أثبتت ذلك حوادث التحرش والاغتصاب التي ملأت وسائل الإعلام اليوم.
٣- الحجاب
شرع الله الحجاب على المرأة دون الرجل لما أودع فيها من مظاهر الجمال وعوامل الإغراء، مما يجعلها فتنة للرجل أكثر من أن يكون الرجل فتنة لها، ولهذا نجد أن الغالب من التاريخ القديم وإلى يومنا هذا أن تستغل المرأة لشهوة الرجل لا العكس، وهذا ما نراه بادياً للعيان في وسائل الإعلام المختلفة اليوم.
لماذا شرع الإسلام الحجاب
لتتمكن المرأة من أداء رسالتها في الحياة والمجتمع في المجالات العلمية والعملية على خير وجه مع الحفاظ على كرامتها وعفتها.
مع تقليل فرص الغواية والإثارة ، وتذكير الرجال الناظرين إلى المرأة على التعامل معها كإنسان يتمتع بمثل ما يتمتعون به من المقومات الثقافية والعلمية، لا على أنها كتلة من المهيجات الغريزية، وأداة للهو والمتعة فحسب.
فالحجاب عند المسلمين ليس لباساً فقط ولكنه منظومة من تشريعات وأخلاقيات ربانية تحكم العلاقة بين الرجل والمرأة سواء كانوا في مزرعة في القرن السادس الميلادي أو علماء وباحثين في مختبرات النانو في القرن الواحد والعشرين.
ويتغافل كثير من المنتقدين للحجاب في الإسلام أن صورة أعظم النساء في التاريخ -كما في رسومات مريم البتول – لا تظهر إلا بالحجاب وهو أشبه ما يكون بحجاب المسلمات.
Double sided A4 color copy paper.
Paper Size: 80-100g
Reviews
There are no reviews yet.