الخط العربي
خط عريق لثقافة خالدة
ربما توقف أحدنا في يوم من الأيام أثناء زيارته لأحد المتاحف الشرقية أمام لوحة فنية تمت كتابتها بأحرف من اللغة العربية أو لربما شاهد عبر وسيلة ما لوحة فنية بخطوط وزخارف عربية لفتت أنظاره واستوقفته ولو للحظات لتأملها، وإن لم يكن قد حصل لك شيء من ذلك فلعل الرسومات على غلاف هذه الورقة التي بين يديك حركت فيك الفضول لمعرفة شيء عن هذا الفن، فما حكاية هذه الزخارف والنقوش التي أبدع في التفنن بها قدماء العرب وبعض معاصريهم؟ وما السر في الجمال النوعي لها؟ وما الذي ميز الخط العربي بهذا الفن الذي لا يكاد يوجد في غيره من اللغات؟
لقد حظي الخط العربي بمكانة عالية في سلم الفنون التشكيلية على الصعيد العربي والعالمي، واستطاع أن يلفت أنظار عمالقة الفن في الشرق والغرب.
وقد رأى المسلمون في الخط العربي وسيلة فنية متميزة يختصون بها لتجسيد الجمال الفني فاستخدموه في تزيين المساجد والقباب والقصور ، إضافة إلى الكتابة على أنواع من الصخور والأواني والعملات والحلي الذهبية وأنواع من السجاد والجلود،
وشهد الخط العربي تطورًا كبيرًا في العصرين الأموي (662 – 750 ميلادي) والعباسي (750 – 1517 ميلادي) وهما العصران اللذان اختلط فيهما العرب بأعراق متعددة من شعوب العالم فظهرت أنواع كثيرة للخط العربي ولكل نوع طرق في الرسم وفق ضوابط ومعايير ثابتة يتم تدريسها عبر مختصين وأساتذة في هذا الفن.
وفضلاً عن الدور الزخرفي الجمالي للخط العربي كجزء من الفن المصاحب للعمارة الاسلامية، فإن نقش الخطوط كان يستخدم لغايات محددة، فعلى سبيل المثال نجد أن بعض الكتابات تصعب قراءتها وتوجد دائمًا على مستوى أعلى من نظر الواقف، وذلك اعتمادًا على أنها كتابات قرآنية مقدسة ومحفوظة لدى المسلمين فتصبح حينذاك كتابة رمزية تتجه للخالق أكثر مما تتجه للانسان. فحين ينظر المسلم لهذه العبارات والزخارف بانحناءاتها وتشابكاتها المنقوشة ببراعة على الجدران و الأعمدة أو القباب، يتردد في ذاكرته مضمونها المحفوظ لديه فيغدو في حالة تأملية خالصة. وهذا هو أحد أهم الأدوار للخط العربي.
وكشاهد على هذه الروعة نجد مثلاً مسجد قبة الصخرة الذي بني عام (685 ميلادي) والذي يتزين مبناه بشريط كتابي بخط الثلث يتضمن الآيات الثمان الأولى من سورة الإسراء وهي الآيات التي تحكي قصة من أعظم القصص التي ارتبطت فيها الأرض بالسماء عبر صعود أحد أعظم أنبياء الله إلى السماء من موقع هذا المبنى.
أمثال هذه اللوحات بكتاباتها حرَّكت أحاسيس الرسام الشهير بيكاسو فقال: (إن أقصى نقطة أردتُ الوصول إليها في فن التصوير وجدت الخط الإسلامي قد سبقني إليها منذ أمد بعيد) ولعل شيئًا من تلك اللوحات أو الصور حرَّكت كذلك أحاسيس تذوق الجمال في داخلك دون أن تعي ما الذي تعنيه؟!. فكيف بك وقد استنطقت هذه الأحرف لتعلم المراد منها فلربما كشفت لك سرًا كنت تجهله أو ثقافة من المهم أن تتعرف عليها.
Double sided A4 color copy paper.
Paper Size: 80-100g
Reviews
There are no reviews yet.