مجـــــــرد أوهام هـــكـــــذا ينظـــــر لـهـــــا الإســــلام
لقد كانت صدمة مدوية أحدثتها حملة MeToo وهي الحملة التي تشجع النساء فيها بعضهن على الحديث عما حصل لهن من اعتداءات وتحرشات جنسية تحت شعار MeToo (وأنا أيضاً).
فقد زلزلت تلك الحملة الصادرة من نساء وصلن لأرقى محافل الإعلام والسياسة والاقتصاد بل والتعليم أهم ثلاثة أوهام كانت تنطلي على كثير من الناس.
لقد تحطمت كل تلك الأساطير في لحظة وتبين أنه لا يمكن لأحد أن يصادم فطرة الله التي خلق الإنسان عليها في ميل كل جنس إلى الآخر …
الوهم الأول
أن الإنسان المعاصر قد بلغ قدراً من الحضارة والتعليم بحيث تجاوز رغباته البدائية وصار قادراً على ضبط ميوله وشهواته..
والحقيقة أن الانجذاب بين الجنسين هو خلق الله وفطرته لبقاء النوع البشري ولا علاقة للأمر بمستوى التعلم والتحضر وإنما بالجينات والهرمونات والطبيعة.
وأخلاق الإنسان ودينه وقيمه تقوي العزيمة والإرادة لضبط الشهوات والرغبات ولكن ذلك أمر نسبي ويعتمد على عوامل ذاتية وخارجية.
الوهم الثاني
أن الاعتداءات والتحرشات إنما تكون في المجتمعات المنغلقة والمتشددة أما مجتمعات الحرية والانفتاح فهي بمنأى عن تلك الجرائم إلا ما ندر.
ولكن الأمر على خلاف ذلك فالإحصاءات والدراسات عن التحرش والاغتصاب تؤكد خطأ ذلك بوجود دول في أعلى سلم الحريات الشخصية وأعلى نسب التحرش والاغتصاب ، فصحيح أن الردع والمناعة الذاتية تضعف وتهزل في المجتمعات المتشددة لأن الإرادة لا تمتحن فيه إلا نادراً ، ولكن الإرادة والمناعة مهما بلغت قوتها توشك أن تهزم وتكسر في المجتمعات المتحررة من القيم إذ كل مظاهر الحياة حوله تساهم في كسر إرادته.
الوهم الثالث
أن ترسانة القوانين لحماية المرأة وأسطول كاميرات المراقبة التي امتلأت بها المدن الحديثة كافية لردع تلك الجرائم والاعتداءات.
وهذا جزء من الحقيقة فلطالما كان القانون والمراقبة أسباباً مهمة لمنع الجرائم والاعتداءات، ولكننا لا نكتفي بها في مجالات الحياة الأخرى فأعظم أسباب مكافحة الجريمة يبقى دائماً هو مكافحة أسبابها ودوافعها، فكما أن علاج المرض بعد وقوعه يكون بالدواء فإنه يكون بمنع البيئة التي أنتجته، ومكافحة المياه الراكدة الموبوءة أنجع دائماً في علاج الملاريا من مجرد صرف الأدوية .
كيف تعامل الإسلام مع الجنس
١- العلاقة بين الجنسين تبنى على انضباط وحدود لا تفقد المجتمع مرونته الحياتية والاجتماعية والعملية ولا تضعف إرادته الذاتية في فعل الصواب وترك الخطأ.
.٢- يسد طرق الانحراف والعلاقات خارج إطار الزوجية ويتعامل بمبدء الوقاية خير من العلاج
.٣- يسر الزواج بين الرجل والمرأة ووضع التشريعات لبناء الأسرة الصالحة ولكنه في المقابل وضح الطريق للطلاق إذا لم يمكن التوافق بين الزوجين
.٤- ينظر إلى الجنس بقبول وطهارة ويضع القوانين ليحافظ على تلك الطهارة
٥- أعطى المرأة حريتها ومكانتها لتحقيق أهدافها وطموحاتها في مجالات الحياة المختلفة ، ولكنه لم يغفل دعمها بالتشريعات المتكاملة التي تعينها لأداء دورها كأم .فهي الركن الأهم في بناء الأسرة، بحيث لا تكون أمام اختيار صعب بين النجاح الشخصي أو الأسرة
.٦- وضع التشريعات التي تحمي المرأة كإنسان حر له حقوق وعليه واجبات و سد كل طريق لاستضعافها وإيذائها وتحويلها إلى سلعة للمتعة فقط
ومن هنا نفهم تشريع الإسلام القائم على فكرة الوقاية خير من العلاج، حين وضع التشريعات التي تحفظ للمرأة أهدافها وكرامتها وتبقي للحياة جمالها ومرونتها، فكما أنه شرع الحجاب للمرأة فقد أوجب على الرجل غض بصره عن مفاتنها، ومنعه من الاجتماع معها في مكان مغلق بدون طرف ثالث -كما هي ويا للعجب وصايا رجال الأعمال في سوق الأعمال وال ستريت اليوم بعد فضائح التحرش (انظر بلومبيرج).
Double sided A4 color copy paper.
Paper Size: 80-100g
Reviews
There are no reviews yet.