من أين جاء القــرآن؟
إنها تساؤلات مشروعة، تقفز إلى الذهن مباشرة ما لم يكن صاحبها مطلعًا على القرآن، دارسًا له، أو عالمًا بسيرة نبي الإسلام محمد وقصصه.
من المعلوم لدى الكثير أن كثيرًا من الأدباء والمفكرين كانوا يسطون على آثار غيرهم، فيسرقونها وينسبونها لأنفسهم، فلماذا لم ينسب محمد هذا الكتاب له؟! وقد يقول قائل: إنه أراد الاحتيال لبسط نفوذه على الناس بنسبة ذلك إلى الله.
فكيف يصنع هذا وفي الكتاب يجد القارئ عدة مواطن يعاتب فيها المتكلمُ محمدًا عتابًا مباشرًا، ويقدم توجيهًا له، وتصحيحًا لأخطائه؟
إن القرآن – كما يعلم من قرأه – لم يستثن من العتاب مجالًا خاصًا أو عامًا، فقد عاتب ونصح محمدًا في قضايا حياته الأسرية، كما خطَّأ بعض قراراته القيادية، بل وحتى طريقة دعوته للناس! انظر قصته مع الأعمى (سورة عبس) على سبيل المثال.
فهل ينشر أحدٌ أخطاءه ويثبتها في سجل التاريخ بهذه الطريقة، لو أراد المكانة والشرف لنفسه!
سؤال منطقي يتبادر للذهن مباشرة عند الحديث عن كتاب المسلمين المقدس: (القرآن) فلماذا علينا قبول رواية المسلمين حول القصة؟ ألا يحق لغير المسلم طرح الأسئلة حول ذلك؟
لا يختلف المؤرخون أن القرآن جاء على لسان رجل عربي، لا يقرأ ولا يكتب، ولد بمكة في القرن السادس الميلادي اسمه محمد بن عبد الله..وفي القرآن إشارات كثيرة إلى أنه جاء من عند الله ووظيفة محمد ما هي إلا تبليغه للناس بدون زيادة فيه ولا نقصان. فهل هذه هي الحقيقة؟
وهل من المحتمل أن محمدًا رسول الإسلام قد اخترعه من تلقاء نفسه؟
اتهامات متكررة
من العجيب أن قصة محمد ﷺ وحياته يمكن اعتبارها من أظهر الأدلة على صدقه.
فكيف لرجل أمي لا يقرأ ولا يكتب يعيش بين ظهراني قوم أميين، يشاركهم حياتهم ويحضر مجالسهم -في غير فجور -، منشغلًا برزق نفسه وأهله، راعيًا للأغنام بالأجر، أو تاجرًا ، لا صلة له بالعلماء، يقضي في ذلك أكثر حياته أربعين سنة كاملة، وفي لحظة واحدة يكلمهم بما لا عهد لهم به، وبما لم يعرفوه عن آبائهم، فيخبرهم قصص الأولين، وتاريخ بدء الخلق، وتفاصيل حياة الأنبياء السابقين، ودقائق من تشريعات الأحكام في جميع مجالات الحياة!..
لقد أصابت تلك الحقيقة أعداء محمد من قومه بصدمة مدوية، فاضطربوا في وصف ما جاء به، فما التهمة التي يمكن تسويقها لتحذير الناس منه؟
فمرة يقولون أخذه ممن قبله، ومرة يقولون افتراه من تلقاء نفسه، ومرة يقولون: إنما يقص أحلامه التي يراها في المنام.. فإذا عجزوا عن إثبات ذلك قالوا: ساحر، أو شاعر، أو ربما مجنون!
حقيقة تاريخية فارقة
لا يفوت الباحث المنصف أن يتوقف طويلًا للتأمل.. ألم يكن رسول الإسلام محمد ﷺ رجلًا عربيًا؟
ألم يحدثنا التاريخ أن قومه العرب كانوا في ذلك الوقت لا يملكون فنًا يتفاخرون به إلا الفصاحة والبلاغة؟ وأن صناعتهم ماهي إلا الشعر والأدب، يعقدون لها المنتديات والمجالس والمحافل، ويرتفع شأن القبيلة أو ينخفض بقصيدة قيلت فيها!!
وتخبرنا كتب التاريخ والأدب أنه لا يكاد يقول أحد منهم شعرًا أو نثرًا إلا تعقبوه، فأكملوا نقصه، واستدركوا ما فاته، وردوا عليه بطريقته، وأن هذا هو مضمار سباقهم، ومظهر قوتهم وتميزهم؟
فكيف يأتي ألد أعدائهم ومن لا يدخرون وُسعًا في حربه، والنكاية به، والتحذير منه، ويتحداهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن، أو بمثل جزء صغير منه، ثم لم يواجهوا ذلك التحدي إلا بالسكوت والتهرب من المنازلة! انظر: (البقرة: 23).
ألم يكن يخشى محمد ﷺ بهذا التحدي أن يثير حفيظتهم في أخص مهاراتهم، وأقوى معارفهم، فيهبُّوا لمنافسته أفرادًا أو جماعات؛ ليفحموه، ويثبتوا للناس بطلان ما جاء به!
ثم لنفترض أنه تجرأ على ذلك لمعرفته بقدرات قومه، فكيف يجزم ويصدر حكمه على الأجيال القادمة إلى يوم القيامة بأنهم لن يستطيعوا أن يأتوا بمثله، ولا بجزء منه، ولو اجتمعوا على ذلك؟! أنظر: (الإسراء: 88)
لكل كلمته الأخيرة
وبعد ذلك كله تبقى الكلمة الأخيرة لكل منا ناجمة عن تجربته الشخصية في قراءته وتدارسه وتدبره للقرآن، مع الحرص على انتقاء الترجمة المناسبة للغته إن لم يكن عربيًا. قبل حكمه على القرآن وموقفه منه.
وقد جاء في القرآن أن أعظم الدلائل على صدق نبوة محمد ﷺ ما نصل إليه بقلوبنا وعقولنا من نتائج بعد قراءتنا وتدبرنا لمعاني القرآن، فقال:
(العنكبوت: ٥١) {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
ووجه الدعوة للجميع بالاطلاع على القرآن وتأمله وتدبره، وأنه لا يمتنع عن ذلك إلا من وضع الأقفال على قلبه وعقله {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد: 24)
لطالما اطلعت على كتاب قيل فيه إنه الأكثر مبيعاً فهل تطلع على الكتاب الأكثر قراءة وحفظاً عن ظهر قلب حتى لصغار المسلمين.
القرآن والعلم
دعا القرآن للعلم وإعمال العقل والفكر لكل ما يصلح حياة الناس، ونهى عن التقليد والمكابرة في قبول الحق أيًا كان مصدره.
لماذا جاء القرآن؟
يشير القرآن في كثير من مواضعه أنه جاء من عند الله هداية للناس وأن دور الرسول محمد هو تبليغه للناس.
التحدي الأبدي
تحدى الله سائر البشر على أن يأتوا بمثل ما جاء في كتابه أو ببعض منه.
تصحيح التاريخ
جاء القرآن ليصحح بعض المعلومات المحرفة في الكتب السابقة، ومكملاً لنقص بعض القصص، وكاشفاً لما تم كتمانه من العلم.
Double sided A4 color copy paper.
Paper Size: 80-100g
Reviews
There are no reviews yet.