دين العلم

لم يكن مصادفة أن أول كلمة من القرآن نزلت على النبيﷺ هي: }اقرأ{، فقد جاءت التأكيدات في القرآن الكريم وفي مقولات الرسول محمد ﷺ على دعم الإسلام لجميع أنواع العلوم النافعة للبشرية، حتى صار الطريق الذي يسلكه المسلم طلبًا للعلم والمعرفة هو طريقه وسبيله إلى الجنة، كما قال ﷺ: “من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة” (مسلم 2699).
وفي مقارنة عجيبة يوضحها الرسول الكريم بقوله: “فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم” (الترمذي 2685).
ولهذا لم يعرف الإسلام حربًا بين الدين والعلم كما في ديانات أخرى، ولم يحاكَم العلماء على آراء واستنتاجات علمية طبيعية كما في العصور المظلمة، بل على العكس تمامًا كان الدين هو نبراس العلم، وهو الداعم له، والداعي إليه، تعلمًا وتعليمًا، وكانت المساجد منارات لأنواع العلوم والمعارف، ما دام فيها الخير للبشرية.
ولا نستغرب حينئذ أن يكون جل علماء الطبيعة المسلمين ابتدؤوا حياتهم بتعلم القرآن وحفظه، والتفقه في الدين، ثم أبدعوا في مجالاتهم وتخصصاتهم الدقيقة.
فقد كرَّم الله قدر العالم المعلم للناس الخير، وتَوَّجَه بأرقى درجات التتويج، حتى قال ﷺ: “إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير” (الترمذي 2685).